تلقى الجمهور صدمة مشاهدة الفنان الكبير نور الشريف عارياً تماماً ضمن أحداث فيلم "ليلة البيبي دول" حيث انقسمت الأراء بين مؤيد لشجاعته في التعاطي مع هذا المشهد
أدت صورة هي الأولي من نوعها في تاريخ كبار نجوم السينما في مصر إلى إثارة ردود فعل متابينة في الوسط الصحفي والفني خلال اليومين الماضيين بعدما تلق الصحفيين والجمهور صدمة مشاهدة الفنان الكبير نور الشريف -عارياً تماما-ً ضمن أحداث فيلم "ليلة البيبي دول" بعدما تعمدت الشركة المنتجة دعوة عدد من وكالات الانباء الأجنبية لتغطية مشاهد سجن أبو غريب داخل استديو مصر.
ويبدو أن الشركة المنتجة والمخرج عادل أديب أرادا استغلال قسوة المشاهد في لفت الأنظار لمضمون الفيلم على عكس ما اعتادت الشركة ذاتها في أفلامها السابقة من عدم الكشف عن أية تفاصيل أو صور إلا مع قرب انتهاء تصوير الفيلم وهو ما حدث مع "عمارة يعقوبيان" و"حليم" و"مرجان أحمد مرجان"، لكن مع "ليلة البيبي دول" بات الوضع مختلفاً، بعدما حدثت "بلبلة" بين الصحفيين حول قصة الفيلم وتضاربت المعلومات نتيجة مشاركة عدد كبير من النجوم في ادوار معظمها صغيرة لكن مؤثرة، ووافق الفنان نور الشريف على الظهور عارياً على شاشة السينما من أجل توصيل الفكرة الأساسية للفيلم التي تدور حول أسباب كراهية العرب لأمريكا، لكن نشر صحف محلية للصورة التي تسربت من الشركة إلى وكالات الأنباء، أدت إلى حدوث حالة من الجدل، حيث انقسمت الأراء بين مؤيد لشجاعة نور الشريف في التعاطي مع هذا المشهد، والأثر المتوقع له على المتفرج الذي ينتظر الفيلم صيف 2008، وبين موافقة نجم كبير على مخالفة التقاليد والظهور عارياً حتى لو في حالة تعذيب .
وبينما الجدل مستمر قال الناقد السينمائي علاء كركوتي – نائب رئيس تحرير مجلة سينما جود نيوز- أن نور الشريف في "ليلة البيبي دول" يؤدي دور مراسل حربي مصري لإحدى القنوات الفضائية في العراق يتعرض للاعتقال والتعذيب.
وفيما بعد يتم نقله إلى سجن أبو غريب، حيث يظهر نور الشريف وسط الديكور الذي يمثل مشهدا داخليا للزنزانات ومكاتب الجنود والضباط الأمريكيين في سجن أبو غريب يقف عاريا أثناء تعرضه للتعذيب الشديد على أيدي الجنود الأمريكيين.
ويتبين أن مدير السجن الأمريكي الذي يؤدي دوره الفنان جميل راتب يجهل ما يجري في سجنه من جهة، ومن جهة ثانية أن هناك معرفة سابقة بين نور الشريف "عوضين السيوفي" وقائد السجن الأمريكي.
ويستطيع نور الشريف العسكري السابق الذي شارك في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 أن يهرب من معتقله خلال قيام الأمريكيين بنقله إلى المستشفى لمعالجته من آثار التعذيب التي كادت تودي بحياته، ويتجه لإقامة تنظيم مقاوم يواجه الاحتلال الأمريكي على أرض العراق.
وكان سجن أبو غريب قد ظهر قبل عامين في الفيلم المصري "ليلة سقوط بغداد" والذي يدور حول ناظر مدرسة يشاهد سقوط بغداد في نشرات الأخبار فيتخيل أن الأمريكان جاءوا لاحتلال مصر ويحلم بأنه وعائلته قد تعرضوا للتعذيب في سجن أبو غريب، لكن في شكل "فانتازيا سياسية" دون اللجوء للواقعية الشديدة التي كتبها عبد الحي أديب في أخر أفلامه "ليلة البيبي دول"